موجز في المال والاستثمار (8) معضلة مطارات ليبيا وأفريقيا

-libya-and-africa-s-airport-dilemma

معضلة مطارات ليبيا وأفريقيا

التاريخ: 23/06/2023

يُعَدُّ الافتقار إلى البنية التحتية الخاصة بالأمور اللوجستية والنقل أحد أهم العقبات التي تواجه نمو الأعمال والاقتصاد في أفريقيا.

وفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الأفريقي عام 2018، تمتلك قارة أفريقيا أقل من 4% من سوق الطيران العالمي على الرغم من احتوائها على 16.75% من سكان العالم، حيث لديها أكثر من 1.4 مليار نسمة. يُعزي الخبراء هذه المشكلة إلى افتقار القارة إلى شبكة قوية من المسارات التي من شأنها تيسير السفر بين بلدان القارة البالغة 54 بلدًا وكذلك من البلدان الأفريقية إلى أوروبا والشرق الأوسط. ويقول الكثيرون إن المسافر الأفريقي يضطر إلى الربط عبر أوروبا أو الشرق الأوسط لكي يتنقل بالطائرة داخل القارة الأفريقية.

قبل أحداث عام 2011 في ليبيا، كان لدى البلاد خطة لإنشاء مطار جديد من شأنه أن يكون محورًا أفريقيًا للمسافرين داخل القارة وإلى مناطق أخرى في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2008، كان مطار ليبيا القديم يستوعب 3.5 مليون مسافر سنويًا، وكانت هناك خطط لزيادة هذا الرقم إلى 20 مليونًا من خلال إنشاء مطار جديد.

وفي الوقت الحالي، وبعد حرق مطار طرابلس الدولي في عام 2015 في أثناء الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة، يعمل الطيران الليبي انطلاقًا من مستودع مرقّع محدود الإمكانيات مناسب لدولة صغيرة فقيرة وليس لدولة غنية بالنفط.

في عام 2022، تم تصنيف مطار القاهرة الدولي في مصر على أنه أكثر المطارات ازدحامًا في قارة أفريقيا، إذ يستخدمه 20 مليون مسافر؛ وجاء مطار محمد الخامس الدولي بالمغرب في المرتبة 4، إذ يستخدمه 7.6 مليون مسافر؛ بينما حل مطار الجزائر في المرتبة 9، إذ يستخدمه 6.3 مليون مسافر.

وفي الوقت الحاضر، وبتمويل القطريين وخبرتهم، بدأت رواندا بإنشاء مطارها الجديد في العاصمة كيغالي. ستكون التكلفة الإجمالية 2 مليار دولار أمريكي، وسيكون للمطار مدرجان اثنان، ومبنى صالة رئيسي بمساحة 130,000 متر مربع بسعة 8 ملايين مسافر، مع إمكانية زيادة السعة إلى 14 مليون مسافر في غضون عقد من الزمن. وبالإضافة إلى ذلك، ستكون بالمطار منشأة شحن بسعة 150,000 طن سنويًا.

ستمتلك الخطوط الجوية القطرية نسبة 49% من الخطوط الجوية الرواندية وحصة 60% من المطار الجديد، وستلتزم بربط مطار كيغالي بأكثر من 65 وجهة في العالم. سيكون تاريخ الانتهاء في عام 2026، وتخطط رواندا لتكون مركز أفريقيا الرئيسي للمسافرين الأفارقة داخل القارة وخارجها.

بالرغم من وجود أكثر من 20 مليار دينار ليبي تحت إدارة وتحكّم شركات الاستثمارات الليبية في ليبيا خارج سيطرة التجميد، إلا أن هذه الشركات فشلت خلال السنوات العشر الماضية في إحداث أي تغيير يُذكَر في البنية التحتية الأساسية في ليبيا والتي هي في أمَسّ الحاجة إلى تحقيق أي تغيير.

وهكذا، سيبقى مطار ليبيا الجديد والمتطور مجرد حلم. ويتساءل العديد من الليبيين عما إذا كان ذلك بسبب نقص الإرادة أم بسبب نقص المعرفة.

 

عمرو سعيد الخَتّالي

باحث متخصص في صناديق الثروة السيادية والاقتصاد السياسي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

 

Leave a Comment